بعد أن اطلعت على المقالة السابقة المفترض أنك الآن تؤمن -كما نؤمن- بأن الشغف هو القاعدة والأساس، ولكن! من الضروري أن نركّز على نقطة مهمة وهي أن الشغف والتخطيط وجهان لعملة واحدة، فالشغف هو الأساس الذي تستند عليه وتستمد منه قوة الانطلاق، أما التخطيط فيختصر لك المسافات ويوفر عليك مشقة الوصــول.
فكر في التخطيــــــــط وكأنه مهمّة ترتيـــب أثاث غرفتك.. تخيل لو أنك اشتريت بعشوائية كل ما يعـــــجبك دون دراســــــــة للمساحات أو دراســـــة لاحتياجك أو حتى لميزانيتك؛ ستجد نفسك أمام غرفة مساحتها مهدرة بأثاث غير مناسب، مهما غيرت أو بدّلــت في تــرتيــبــها لـن ينفــــع ذلك.
بالتالي ستحتاج إلى تتروّى وتفكر مليًا بالتخطيط!
فبــدون التـخطيـــط السليــم لن يكــون بمقــدورك الوصول إلى أهدافك؛ إذا كـنت حقا تريد الوصول!
لا تقلل من أهمية الساعات التي تقضيها قبل الانطلاقة الصحيحة والتي تبدأ من تحليل ووضع خطة مدروسة تتناول جميع جوانب الأهداف، حاول أن تدرس الاحتمالات، أن تتوقع الصعاب، التي قد تتعرض لها -أو تتعرض هي لك!- ، أن تتنبأ بالمشكلات، وأن تستغل جميـــع الفرص الممكنة التي قد تساعدك.
ضمّن في خطتك دراسة للسوق ولجمهورك المستهدف، وخطط لعملية جذبهم وتعريفهم بمنتجاتك، اعتمادك على شغفك فقط يجعلك تتجاوز الخطوات الأولى فقط وحينها -للأسف- سترتطم بسقف وهمي!
نــعـم! الـشــغــف هــو الـقــاعــدة والأســاس لكنه يـحـتـاج لتـــأنٍ، لأن التـخطيـط هــو المستقبــــل.
"جوهر التخطيط يكمن في إيجاد صيغ عملية لجعل أنشطتنا اليومية تسهم في بناء الصورة التي نرغب عليها في نهاية حياتنا"
أبو الحسن الندوي
هناك بُعدين زمنيين للخطط تختلف باختلاف أهدافك، فخطتك لهدفك القريب كأن تنشئ حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي أو أن تختار مقرًا لمشروعك.. ستختــلف عن خطـتك لبنــاء قاعـدة عمـــــلاء ضخـــــمة لا تستغني عن منتجاتـك.. البعد الزمني للخطة هنا يُحَدد بحسب نطاق تحقيق الهدف، خطط قصيرة المدى وتتراوح ما بين عــدة أشهر إلى سنة، وخطط طويلة المدى وتكون ما بين ثلاث إلى خمس سنوات.
قد تتساءل ما الذي يختص به كل نوع من أنواع التخطيط؟
/ التخطيط قصير المدى:
محدد في أهداف معينة ومفصل بكافة خطواته، ويتسم بالوضوح في أغلب الأحيان لأنك تملك تصورًا واضحًا عن مواردك المتاحة والمحيط ليس غامضًا، وكمثال -مهم جدًا- على الخطط القصيرة المدى، التخطيط بالتفصيل للفعاليات والأيام العالمية، فيها فرصًا لا حصـــــر لها لتـنميـة مشروعـــك.
// التخطيط طويل المدى:
ينطوي على الكثير من عدم اليقين لذلك يجب عليك امتلاك بعض المرونة التي تتوافق مع التغيرات المفاجئة أو حتى مع الأزمات.. ومن المهم جدًا في هذا النوع من التخطيط التركيز على الأيدي العاملة والموارد المالية وإمكانيتك الدائمة على البحــث والتطويــر، بمعنى آخـــر ــــــــــــــــــــــ كيفية "النمو والزيادة!".
مشاركة موظفيك أو أعضاء فريقك في وضع الخطط سواء القصيرة أو الطويلة سيضمن فهمهم لها وسيضمن استيعابهم أيضًا للأهداف المرجوة وبالتالي ستزداد الإنتاجية نتيجة لذلك الاستيعاب وهذا بلا شك سيرفع من فرص النجاح لمشروعك -هدفك الأساسي-!
وتذكر أن سرعة إعدادك وتخطيطك لا يعني بالفعل النجاح، تأنى وخطط ـــــــــــــ تسلم!
Image credit: Ryan Tippery
🌪️تأنى وخطط تسلم!
فعلًا التخطيط من أهم المراحل !